2012/11/19

الجزائر و القضية الفلسطينية


بسم الله و الحمد لله 

و الصلاة و السلام على رسول الله خاتم الأنبياء و المرسلين


هذه سلسلة من المقالات كُتبت منذ أكثر من خمسين عاما، عن قضية فلسطين، وخُطت بأقلام شخصيات علمية وسياسية، يبرز من خلاها الموقف الجزائري من هذه القضية الإسلامية، وقبل أن أضعها بين يدي القراء أقدم لها بمقدمة موجزة .
اعلم أخي القارئ أنني عندما أذكر لك هذا الجانب من تاريخنا المنسي أصبو من وراء ذلك إلى بيان أمور من أهمها :

- أن الشعب الجزائري رغم ما كان يعيشه من ضيم وقهر من طرف الاستدمار الصليبي الفرنسي، فإنه حمل همَّ فلسطين ، وشارك إخوانه، لا أقول: بالقلم فقط، بل بالأنفس والأرواح .. فما هو موقفنا اليوم.. وهل نحن نحمل هذا الهمَّ- ونحن ننعم بهذا الاستقلال-، كما حمله آباؤنا وهم يصطلون بنار الاستدمار ..

- أن قضية فلسطين لم تبرح مكانها منذ أكثر من خمسين عاما.. فقد اتخذها السياسيون والعسكريون والهيئات الدولية – منذ ذلك الزمان- قضيةً للمناورات ، والاستهلاك السياسي، وتبديد الجهود والطاقات في مجادلات فكرية عقيمة على طاولات الحوار البارد.. وفي هذا الوقت نفسه كان اليهود الغاصبون يستمدون قوتهم السياسية من أماني العرب وأحلام الزعماء في الهدنة والسلام، فكانوا يمررون البرامج الاستدمارية ، للسيطرة الكاملة على أرض فلسطين ، وبناء الترسانة العسكرية المتوحشة ، وتكوين اللوبي اليهودي في مواقع القرار العالمية ، وتوحيد الصف الصهيوني.. 

- أن زعماء الجزائر في تلك الحقبة من الزمان رغم اختلافهم الفكري، وتنوع مجالات نضالهم، ضد المستدمر الصليبي الفرنسي الغاصب، فقد جمعتهم قضية فلسطين، في برامج عمل موحدة، ومشاريع دفاع ونصرة ، تُعد صفحة مشرقة من صفحات التعاون والتآزر في بلادناوالنصرة لأخوانهم.

- وليعلمَ كل قارئ لهذه المقالات أن المسؤولية تجاه فلسطين ، تزداد ثقلا كلما تعاقبت الأزمان؛ وذلك لأن قضية فلسطين قبل عقود من الزمان كانت تتبناها أطراف كثيرة بجرأة وشجاعة، وتدافع عنها بحماسة، بما فيها الشخصيات الرسمية، وكنا نسمع الزعماء يدافعون عنها ، ويصرحون بعدائهم للمحتل الصهيوني، أما اليوم فقد غابت عن ساحات الإعلام الرسمي كل المصطلحات والألفاظ التي تعبر عن النخوة والعزة والشجاعة في مخاطبة هذا العدو الشرس المتوحش، ومقارعته ولو بالكلام، والشعر والبيان، والمصيبة أننا لم نعد نسمع اليوم إلا ألفاظ المجاملة، حتى ليخيل للسامع كأن هذا العدوالغاشم، ماهو إلا ولي حميم وأخ كريم، صدر منه بعض ما يستحق العتاب الرقيق، أو كأنه ضيف ثقيل، نزل بساحتنا..فنحن بين واجب الضيافة،وبين ثقل هذا الضيف مترددون ..
بل لقد رضينا بالهون، وألفنا الصغار وأخلدنا إلى الأرض فالله المستعان.

- إن هذه المواقف الجريئة في الجزائر ، هي في حقيقة الأمر صورة لموقف إسلامي شامل ، انتظم عقدُه جميعَ أقطاره، وتضامن عربي وإسلامي سرت روحه في كل أمصاره، فلا يذهب بك الظن أيها القارئ أنني أخص الجزائر بالذكر لتميزها عن غيرها من البلاد الإسلامية ، فليس هذا المقصود، ولكن قصدي ونيتي أن أخاطب أبناء بلدي لقربي منهم ووصول كلمتي إليهم ، لتذكيرهم بصلتهم الشرعية والتاريخية بقضية فلسطين، وبموقف أسلافنا من هذه القضية الخطيرة، [لعل هذه المقالات تهز من أبناء الإسلام والعروبة جامدا، أو تؤز منهم خامدا، فنجني شيئا من ثمرة تلك النية، ونغير أواخر هذه الأسماء والأوضاع المبنية 


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق