المقامة الإخوانيّـــــة
بقلم: البشيـــــر بوكثيــــر / الجزائـــر
إلى (جماعة الإخوان المسلمين) ...
لقد سقطتم سقطة، وارتكبتم أكبر غلطة، ووقعتم في شرّ ورطة ، حين انخرطتم في مشروع مشايخ البترودولار، وأحرقتم إرثا بناه الأحرار، بالأنّات والآهات والدّماء الغِزار ...
-حدّثنا البشير السّحمداني الهذياني، عن الفكر الإخواني ..قال:
هي حركة الإخوان ، عالميّة التوّجه رفيعة الشان، متينة الأركان، قويّة البنيان، كانتْ عصيّة على الذّوبان، فأضحت اليوم بلا عنوان، حين انخرطتْ في مشروع ممالك العربان.
أسّسها " حسن البنّا"، على منهاج القرآن والسُّنّة، لتكون منحة وترفع المحنة ، بلا أذى ولا منّة ...
فلسفتُها: الإسلام عقيدة وعبادة، مُصحف وسيف وسجّادة، ووطن وجنسيّة، لاوثن ونرجسيّة، وروحانيّة وعمل، لاماديّة ولاكسل، ودعوة سلفيّة، لارغوة وتَلَفيّة، وطريقة سُنيّة، عريقة وضّاءة سَنيّة، وحقيقة تصوّفيّة، لاطريقة مبتدعة صوفيّة، وهيئة سياسيّة، تسوسُ بالسّياسة الشّرعيّة، لا بالشّرعية التاريخية أو الثوريّة، وجماعة ثقافية علمية ورياضية، لافرقة تيجانيّة أو إباضيّة،ورابطة موسوعيّة، وفكرة ألمعيّة، تفتّقتْ عنها عبقريّة حسن البنّا الشهيد، الذي أراد أن يُعيد للأمّة مجدها التّليد، وفجرها السّعيد .
من تحت رُكام القهر والحيْف، والضّيْم والزّيف ، أرسلَ الشّهيد، معسول النّشيد ، بلا تهديد ولا وعيد، فأشرقتْ تباشيرُ العيد السّعيد :
" الله غايتنا، والرّسول قُدوتنا، والقرآن دستورنا، والموتُ في سبيل الله أسمى أمانينا"...
"كونوا كالشّجر يرميه النّاس بالحجر، فيرميهم بأطيب الثّمر"...
"راحتي في تعبي، وسعادتي في دعوتي"...
"إنّ حقائق اليوم هي أحلام الأمس، وأحلام اليوم هي حقائق الغد"...
سألني الشمقمق : حدّثني السّاعة ،عن منهج الجماعة ، ولك منّي- منذ اليوم- السّمع والطاعة ...
قلت: إذا أردتَ فهم منهج الإخوان بسرعة ، فاقرأ "الأركان العشرة للبيعة"..
وإذا أردتَ تحديد المفاهيم، فعليك بـ "رسالة التعاليم"...
وإنْ شئتَ يا ابن الأصول ، فهم الأصول، فألقِ نظرة على " رسالة الأصول"...
قاطعني الشمقمق: عليك نوووور يا "بشّور" ، ظننتك لاتفهم في هذي الأمور ...!
ضحكتُ في حبور، ورددتُ على الفور: يا شمقمق لقد تربّيتُ على فكرهم مُذْ أبصرتُ النّور، فكيف ترميني بالجهل والقصور ؟
قال: سامحني يا "بشّور"، فأنا لاأفقه في هذه الأمور ...
قلت: لاتراوغ ولاتلفّ أو تدور ، واسمع بقيّة الكلام، وإلاّ الفراق بيننا والسّلام .
قال: وهل تغيّرت الآن الأمور ؟
قلتُ : أجل تغيّرت الأمور، وانكشف المستور، بعد اتّباع الجماعة لأمراء الشرّ ، وملوك المكر والغدر، بالسّعودية وقطر، فقد انصاعوا لمشايخ البترودولار، وكانوا كالمستجير من الرّمضاء بالنار .
قال : أريد المزيد، أيّها الصّنديد ...
قلت: جماعة الإخوان يا"شمقمق" هي حركة إحياء وجهاد،جاءت لإحياء ذكرى الأبطال الأمجاد، وإعادة سِيَرِ خالد والقعقاع والمقداد،سلاحها الوعظ والإرشاد،لأنها مدرسة تربية وتهذيب وإصلاح ، لتزكية النّفوس بآي الذّكر والأحاديث الصِّحاح، فخذْ عني يا صاح، فلسفتها التربوية وغرْبِلْها بفكرك اللّماح ، لا قرْنك النطّاح ...
هذا قاموسهم المحيط يُغني عن التبيان والإفصاح:
"الأسرة"عندهم هي الأساس والوهج والنبراس، و"الكتيبة" تُحقّق الغاية البعيدة والقريبة، و"الرّحلة" تختصر المسافة والرّحلة، لذا تراهُم-كما قال اليساريّون-" يربحون كلّ جولة، وبعدها يبلعون الدّولة"، ثمّ يأتي" المعسكر"-دعْك من رأس الوادي وسطيف ومُعسكر، وتناول معي قطعة سُكّر، كي تفقه ما سأذكر:
و"المخيّم" عندهم رباط وجهاد ، وتزكية للنفس من أدران الفساد، و"النّدوة" فيها تتعلّم "كاريزما "الأسوة والقدوة ، و"المؤتمر" يجمع الشّمل ويختصر، سياسة الحكيم "بزرجمهر"...
هزّ الشمقمق رأسه وصاح: هلاّ حدّثتني عن قادتها الصّْحاح يا صاح ؟
قلت: حركة الإخوان عقدها فريد، وسلسلتُها تنضَح بالعقيق النّضيد، اسمع و سأعطيك المزيد:
واسطةُ عقدها الفريد الشّهيد "حسن البنّا" ،هو المؤسّس المتمرّس ومُرشد الجماعة للجنّة،خطيب مصقع، جبينه بالخير يلمع، كان في نحور العدى الرّشاش والمدفع، اغتالته كلاب الملك "فاروق" الّلُكع، بأمر من الإنجليز التي صوّرته مثل بُعبع...
خلَفَه "حسن الهضيبي " هو أشهر من نار على علم يا حبيبي ، وإنْ سألتَ عن عُمر فذاك "التلمساني عُمر" نال من اسم تلمسان، الرّفعة والشّان...
ولكلّ نصر "محمد حامد أبو النّصر"، وعلى طريق النّور ، ستجد الشيخ " مصطفى مشهور" ، وإذا سلكتَ الدّربَ الآمن المأمون، فلا تنسَ " الهضيبي مأمون"، وحين يختلط عليك الذهب الخالص بالذهب الزّائف، فسل الشيخ" محمد مهدي عاكف"، دوما تجده للشرّ مُناكف، وعلى الخير متهجّد وعاكف، واختتمْ أيها السّريع سلسلة الشّرف الرّفيع، والحصن المنيع ، بالشيخ " محمد بديع"...
هؤلاء الثمانيّة، سيوف مهنّدة يمانيّة، وعقول مُنتجة بانية، فضّلوا الباقيّة على الدّار الفانيّة...
لكن أخشى على آخرهم "بديع" السّقوط الشنيع، إذا بقي متمسّكا بمشايعة الأعراب، وإدارة الظهر للخلاّن والأحباب ...
صرخ الشمقمق كالمجنون: هل فعلا نالهم الظلم والقهر في السّجون؟
قلتُ: للإنصاف وبلا إجحاف ...
تاريخ الإخوان، مليء بالأحزان، فقد لاقوا في سبيل الدّعوة الأذى والقذى والهوان، وهاهي السّجون تبكي السّجون، لأنّ الحديث ذو شجون، بعدما ذاقوا من العذاب شتّى الألوان والفنون، وتحمّلوا مالا تحمله الجبال، بل ماتتقطّع له نِياط الجِمال...
سلْ سجن "طُرة" ، سيُبكيك ألف مرّة، وسلْ سجن "أبو زعبل" ، لا تزعلْ ...رُدْ بالك تهبل ..
لقد تعرّضوا للتشريد، والعذاب الشّديد، والقتل بالنار والحديد، وتحمّلوا كلّ ذلك بعزم شديد، وحزم أكيد، فلم يكن بينهم جبان ولا رعديد، بل كان شعارهم الوحيد "لايفلّ الحديد إلاّ الحديد"...
وفعلا كانت همّتُهم أصلبَ من الفولاذ والحديد...
لقد لاقوا من الأذى ألوانا، وتحمّلوه شجعانا، فأصبحت التّضحية لهم سِمة وعنوانا ...
يا شمقمق سلْ مافعله بهم الطاغية "حمزة البسيوني " ، الذي جعل أحدهم يردّد" كاد المريب أن يقول خذوني"...
وسلْ كبير القوم "ناصر" الذي ضيّع سيناء فكان الخاسر، حين أعدم النّجم والقُطب ، الشهيد "سيّد قطب"...
وقبله أعدم القاضي الفقيه ، والمفكّر النبيه "عبد القادر عودة"، الذي مازالتْ مآثره راسخة مشهودة ...
يا شمقمق ... لقد حرّكتَ بسؤالك الشّجون ،لأنّ الحديث عن التشريد والسّجون ذو شجون ، ومن الجنون حقّا فنون ...
امتعض الشمقمق في الحال ، وقال : حدّثني عن طلائع الإخوان وكتيبة التّمكين ، في نصرة فلسطين ...
قلتُ : لقد كانوا أسود الشّرى، وليوث الورى، وهذي حرب فلسطين، عام "ثمانية وأربعين"، تروي للأجيال ، قصّة الأبطال، "عبد الحميد خطاب" الفارس الذي لايَهاب، و"حسين الحلوس" ، يرفض الجلوس ،على المقاهي وقبض الفلوس، بل يتوجّه إلى ساح الوغى، ويحكي للورى، كيف يلاقي الحرّ المنيّة ، بنفس أبيّة...
وذاك " محمّد سلطان"، أحرجَ أمير الخنا والسّلطان ، فكان أشجع الشّجعان، في ساح الوغى والطّعان ، حين تتطاير الهام على الهام ، وتتكسّر النّصال على النّصال ...
وهذا الفتى الجميل، والشهيد النبيل،" حلمي جبريل" ، يرسم طريق الشهادة والنّصر الجميل لهذا الجيل ...فهل يا تُرى سيسمع جيل "الهشّك بشّك" نداء " جبريل"...؟!
هي قوافل من الشهداء، آثرت حياة البقاء، على حياة الذلّ والفناء ، فطارت أرواحهم مُحلّقة و مُغرّدة في السّماء:لاتخونوا يا "إخوان" رسالة الشهداء، ولا تضيّعوا البوصلة في فتنة هوجاء، تسوقكم إليها مملكة الماعز الجرباء ، فهل ستسمعون النّداء ...؟!
قال الشمقمق: ظننتُك من الفُلول...
قلتُ : آه ...أنا أحبّ الجلبانة والفول ...
يا شمقمق ...لستُ من الفلول، والله شهيد على ما أقول ...
أنا ناصح مشفق أمين، لإخوة جمعتني بهم العِشرة، وتقاسمتُ معهم ساعة اليسر والعسرة، لكنْ أحزنني ما رأيتُ منهم من تغيّر الحال، وتبدّل الأحوال، وهاهم ينكرون العِشرة، ويكفرون بالملح والكسرة، ويبصمون لبغل قطر بالعَشرة، ويبعثون السّرايا للشام، التي كانت لهم دار سلام، حين تنكّر لهم اللئام، وهاهم يذيقون أهلها الموت الزّؤام، والدلائل عندي كثيرة، لاتحتاج إلى نباهة وفطنة كبيرة، فلا يصحّ شيء في الأفهام ، إذا احتاج النهار إلى دليل يا كرام...، فاسمعوا تصريح القادة، حين حادوا عن البوصلة والجادة ...!
والعجب العجاب ، كيف يلتقي الفكر المستنير للإخوان، مع فكر أتباع "ابن عبد الوهاب " ، الذين حاربوا حركة الإخوان في الجهر والسرّ، وقالوا فيها مالم يقله مالك في الخمر.
وهنا بادرني الشمقمق بالسؤال:
صحيح لم تخبرني بموقف أتباع "محمد بن عبد الوهاب " من حركة الإخوان ...
أجبتُ وقد عمّني السّيل، وطفح منّي الكيل:
لقد حاربها أتباع "ابن عبد الوهاب"، وكالوا لها كلّ أنواع الطّعن والسِّباب، حتى بلغ الأمر إلى حدّ التّفسيق والتكفير، بحجّة أنّ الجماعة أهملت التّوحيد، وانشغلت بإعادة المجد التّليد، وقصّرتْ في محاربة البدع وعبادة القبور، ونشرت الشّرور، بمخالفتها لأولياء الأمور ...
اندب احْناككْ يا قدّور، وخلي الموتور يدور ...
قال : وما النّصيحة ؟
قلتُ: النّصيحة ، وبلُغة صريحة فصيحة ،هي العودة إلى التربيّة والتّهذيب والإرشاد، لينصلح حال البلاد والعباد...
رأس الوادي يوم: 07 جوان 2013م .
بقلم: البشيـــــر بوكثيــــر / الجزائـــر
إلى (جماعة الإخوان المسلمين) ...
لقد سقطتم سقطة، وارتكبتم أكبر غلطة، ووقعتم في شرّ ورطة ، حين انخرطتم في مشروع مشايخ البترودولار، وأحرقتم إرثا بناه الأحرار، بالأنّات والآهات والدّماء الغِزار ...
-حدّثنا البشير السّحمداني الهذياني، عن الفكر الإخواني ..قال:
هي حركة الإخوان ، عالميّة التوّجه رفيعة الشان، متينة الأركان، قويّة البنيان، كانتْ عصيّة على الذّوبان، فأضحت اليوم بلا عنوان، حين انخرطتْ في مشروع ممالك العربان.
أسّسها " حسن البنّا"، على منهاج القرآن والسُّنّة، لتكون منحة وترفع المحنة ، بلا أذى ولا منّة ...
فلسفتُها: الإسلام عقيدة وعبادة، مُصحف وسيف وسجّادة، ووطن وجنسيّة، لاوثن ونرجسيّة، وروحانيّة وعمل، لاماديّة ولاكسل، ودعوة سلفيّة، لارغوة وتَلَفيّة، وطريقة سُنيّة، عريقة وضّاءة سَنيّة، وحقيقة تصوّفيّة، لاطريقة مبتدعة صوفيّة، وهيئة سياسيّة، تسوسُ بالسّياسة الشّرعيّة، لا بالشّرعية التاريخية أو الثوريّة، وجماعة ثقافية علمية ورياضية، لافرقة تيجانيّة أو إباضيّة،ورابطة موسوعيّة، وفكرة ألمعيّة، تفتّقتْ عنها عبقريّة حسن البنّا الشهيد، الذي أراد أن يُعيد للأمّة مجدها التّليد، وفجرها السّعيد .
من تحت رُكام القهر والحيْف، والضّيْم والزّيف ، أرسلَ الشّهيد، معسول النّشيد ، بلا تهديد ولا وعيد، فأشرقتْ تباشيرُ العيد السّعيد :
" الله غايتنا، والرّسول قُدوتنا، والقرآن دستورنا، والموتُ في سبيل الله أسمى أمانينا"...
"كونوا كالشّجر يرميه النّاس بالحجر، فيرميهم بأطيب الثّمر"...
"راحتي في تعبي، وسعادتي في دعوتي"...
"إنّ حقائق اليوم هي أحلام الأمس، وأحلام اليوم هي حقائق الغد"...
سألني الشمقمق : حدّثني السّاعة ،عن منهج الجماعة ، ولك منّي- منذ اليوم- السّمع والطاعة ...
قلت: إذا أردتَ فهم منهج الإخوان بسرعة ، فاقرأ "الأركان العشرة للبيعة"..
وإذا أردتَ تحديد المفاهيم، فعليك بـ "رسالة التعاليم"...
وإنْ شئتَ يا ابن الأصول ، فهم الأصول، فألقِ نظرة على " رسالة الأصول"...
قاطعني الشمقمق: عليك نوووور يا "بشّور" ، ظننتك لاتفهم في هذي الأمور ...!
ضحكتُ في حبور، ورددتُ على الفور: يا شمقمق لقد تربّيتُ على فكرهم مُذْ أبصرتُ النّور، فكيف ترميني بالجهل والقصور ؟
قال: سامحني يا "بشّور"، فأنا لاأفقه في هذه الأمور ...
قلت: لاتراوغ ولاتلفّ أو تدور ، واسمع بقيّة الكلام، وإلاّ الفراق بيننا والسّلام .
قال: وهل تغيّرت الآن الأمور ؟
قلتُ : أجل تغيّرت الأمور، وانكشف المستور، بعد اتّباع الجماعة لأمراء الشرّ ، وملوك المكر والغدر، بالسّعودية وقطر، فقد انصاعوا لمشايخ البترودولار، وكانوا كالمستجير من الرّمضاء بالنار .
قال : أريد المزيد، أيّها الصّنديد ...
قلت: جماعة الإخوان يا"شمقمق" هي حركة إحياء وجهاد،جاءت لإحياء ذكرى الأبطال الأمجاد، وإعادة سِيَرِ خالد والقعقاع والمقداد،سلاحها الوعظ والإرشاد،لأنها مدرسة تربية وتهذيب وإصلاح ، لتزكية النّفوس بآي الذّكر والأحاديث الصِّحاح، فخذْ عني يا صاح، فلسفتها التربوية وغرْبِلْها بفكرك اللّماح ، لا قرْنك النطّاح ...
هذا قاموسهم المحيط يُغني عن التبيان والإفصاح:
"الأسرة"عندهم هي الأساس والوهج والنبراس، و"الكتيبة" تُحقّق الغاية البعيدة والقريبة، و"الرّحلة" تختصر المسافة والرّحلة، لذا تراهُم-كما قال اليساريّون-" يربحون كلّ جولة، وبعدها يبلعون الدّولة"، ثمّ يأتي" المعسكر"-دعْك من رأس الوادي وسطيف ومُعسكر، وتناول معي قطعة سُكّر، كي تفقه ما سأذكر:
و"المخيّم" عندهم رباط وجهاد ، وتزكية للنفس من أدران الفساد، و"النّدوة" فيها تتعلّم "كاريزما "الأسوة والقدوة ، و"المؤتمر" يجمع الشّمل ويختصر، سياسة الحكيم "بزرجمهر"...
هزّ الشمقمق رأسه وصاح: هلاّ حدّثتني عن قادتها الصّْحاح يا صاح ؟
قلت: حركة الإخوان عقدها فريد، وسلسلتُها تنضَح بالعقيق النّضيد، اسمع و سأعطيك المزيد:
واسطةُ عقدها الفريد الشّهيد "حسن البنّا" ،هو المؤسّس المتمرّس ومُرشد الجماعة للجنّة،خطيب مصقع، جبينه بالخير يلمع، كان في نحور العدى الرّشاش والمدفع، اغتالته كلاب الملك "فاروق" الّلُكع، بأمر من الإنجليز التي صوّرته مثل بُعبع...
خلَفَه "حسن الهضيبي " هو أشهر من نار على علم يا حبيبي ، وإنْ سألتَ عن عُمر فذاك "التلمساني عُمر" نال من اسم تلمسان، الرّفعة والشّان...
ولكلّ نصر "محمد حامد أبو النّصر"، وعلى طريق النّور ، ستجد الشيخ " مصطفى مشهور" ، وإذا سلكتَ الدّربَ الآمن المأمون، فلا تنسَ " الهضيبي مأمون"، وحين يختلط عليك الذهب الخالص بالذهب الزّائف، فسل الشيخ" محمد مهدي عاكف"، دوما تجده للشرّ مُناكف، وعلى الخير متهجّد وعاكف، واختتمْ أيها السّريع سلسلة الشّرف الرّفيع، والحصن المنيع ، بالشيخ " محمد بديع"...
هؤلاء الثمانيّة، سيوف مهنّدة يمانيّة، وعقول مُنتجة بانية، فضّلوا الباقيّة على الدّار الفانيّة...
لكن أخشى على آخرهم "بديع" السّقوط الشنيع، إذا بقي متمسّكا بمشايعة الأعراب، وإدارة الظهر للخلاّن والأحباب ...
صرخ الشمقمق كالمجنون: هل فعلا نالهم الظلم والقهر في السّجون؟
قلتُ: للإنصاف وبلا إجحاف ...
تاريخ الإخوان، مليء بالأحزان، فقد لاقوا في سبيل الدّعوة الأذى والقذى والهوان، وهاهي السّجون تبكي السّجون، لأنّ الحديث ذو شجون، بعدما ذاقوا من العذاب شتّى الألوان والفنون، وتحمّلوا مالا تحمله الجبال، بل ماتتقطّع له نِياط الجِمال...
سلْ سجن "طُرة" ، سيُبكيك ألف مرّة، وسلْ سجن "أبو زعبل" ، لا تزعلْ ...رُدْ بالك تهبل ..
لقد تعرّضوا للتشريد، والعذاب الشّديد، والقتل بالنار والحديد، وتحمّلوا كلّ ذلك بعزم شديد، وحزم أكيد، فلم يكن بينهم جبان ولا رعديد، بل كان شعارهم الوحيد "لايفلّ الحديد إلاّ الحديد"...
وفعلا كانت همّتُهم أصلبَ من الفولاذ والحديد...
لقد لاقوا من الأذى ألوانا، وتحمّلوه شجعانا، فأصبحت التّضحية لهم سِمة وعنوانا ...
يا شمقمق سلْ مافعله بهم الطاغية "حمزة البسيوني " ، الذي جعل أحدهم يردّد" كاد المريب أن يقول خذوني"...
وسلْ كبير القوم "ناصر" الذي ضيّع سيناء فكان الخاسر، حين أعدم النّجم والقُطب ، الشهيد "سيّد قطب"...
وقبله أعدم القاضي الفقيه ، والمفكّر النبيه "عبد القادر عودة"، الذي مازالتْ مآثره راسخة مشهودة ...
يا شمقمق ... لقد حرّكتَ بسؤالك الشّجون ،لأنّ الحديث عن التشريد والسّجون ذو شجون ، ومن الجنون حقّا فنون ...
امتعض الشمقمق في الحال ، وقال : حدّثني عن طلائع الإخوان وكتيبة التّمكين ، في نصرة فلسطين ...
قلتُ : لقد كانوا أسود الشّرى، وليوث الورى، وهذي حرب فلسطين، عام "ثمانية وأربعين"، تروي للأجيال ، قصّة الأبطال، "عبد الحميد خطاب" الفارس الذي لايَهاب، و"حسين الحلوس" ، يرفض الجلوس ،على المقاهي وقبض الفلوس، بل يتوجّه إلى ساح الوغى، ويحكي للورى، كيف يلاقي الحرّ المنيّة ، بنفس أبيّة...
وذاك " محمّد سلطان"، أحرجَ أمير الخنا والسّلطان ، فكان أشجع الشّجعان، في ساح الوغى والطّعان ، حين تتطاير الهام على الهام ، وتتكسّر النّصال على النّصال ...
وهذا الفتى الجميل، والشهيد النبيل،" حلمي جبريل" ، يرسم طريق الشهادة والنّصر الجميل لهذا الجيل ...فهل يا تُرى سيسمع جيل "الهشّك بشّك" نداء " جبريل"...؟!
هي قوافل من الشهداء، آثرت حياة البقاء، على حياة الذلّ والفناء ، فطارت أرواحهم مُحلّقة و مُغرّدة في السّماء:لاتخونوا يا "إخوان" رسالة الشهداء، ولا تضيّعوا البوصلة في فتنة هوجاء، تسوقكم إليها مملكة الماعز الجرباء ، فهل ستسمعون النّداء ...؟!
قال الشمقمق: ظننتُك من الفُلول...
قلتُ : آه ...أنا أحبّ الجلبانة والفول ...
يا شمقمق ...لستُ من الفلول، والله شهيد على ما أقول ...
أنا ناصح مشفق أمين، لإخوة جمعتني بهم العِشرة، وتقاسمتُ معهم ساعة اليسر والعسرة، لكنْ أحزنني ما رأيتُ منهم من تغيّر الحال، وتبدّل الأحوال، وهاهم ينكرون العِشرة، ويكفرون بالملح والكسرة، ويبصمون لبغل قطر بالعَشرة، ويبعثون السّرايا للشام، التي كانت لهم دار سلام، حين تنكّر لهم اللئام، وهاهم يذيقون أهلها الموت الزّؤام، والدلائل عندي كثيرة، لاتحتاج إلى نباهة وفطنة كبيرة، فلا يصحّ شيء في الأفهام ، إذا احتاج النهار إلى دليل يا كرام...، فاسمعوا تصريح القادة، حين حادوا عن البوصلة والجادة ...!
والعجب العجاب ، كيف يلتقي الفكر المستنير للإخوان، مع فكر أتباع "ابن عبد الوهاب " ، الذين حاربوا حركة الإخوان في الجهر والسرّ، وقالوا فيها مالم يقله مالك في الخمر.
وهنا بادرني الشمقمق بالسؤال:
صحيح لم تخبرني بموقف أتباع "محمد بن عبد الوهاب " من حركة الإخوان ...
أجبتُ وقد عمّني السّيل، وطفح منّي الكيل:
لقد حاربها أتباع "ابن عبد الوهاب"، وكالوا لها كلّ أنواع الطّعن والسِّباب، حتى بلغ الأمر إلى حدّ التّفسيق والتكفير، بحجّة أنّ الجماعة أهملت التّوحيد، وانشغلت بإعادة المجد التّليد، وقصّرتْ في محاربة البدع وعبادة القبور، ونشرت الشّرور، بمخالفتها لأولياء الأمور ...
اندب احْناككْ يا قدّور، وخلي الموتور يدور ...
قال : وما النّصيحة ؟
قلتُ: النّصيحة ، وبلُغة صريحة فصيحة ،هي العودة إلى التربيّة والتّهذيب والإرشاد، لينصلح حال البلاد والعباد...
رأس الوادي يوم: 07 جوان 2013م .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق