2013/06/17

المقامة اللّورنسيّــــة . بقلم: البشير بوكثير / رأس الوادي (الجزائر)

المقامة اللّورنسيّــــة .
بقلم: البشير بوكثير / رأس الوادي (الجزائر).

وقفة : ما بين الجاسوس الصّهيوني  الفرنسي " برنار ليفي "،  و الجاسوس البريطاني  المتصهين "فلورنس العرب" ضاع الأعراب والعرب.
إلى أتباع لورنس العرب، وأشياع حمّالة الحطب ...
ما أشبه الليلة بالبارحة !
 واعذروني إنْ قسوت وما جفوت، فالحبيب يقسو على من يحبّ ...
حدثنا علقمة النحوي قال:
يمّمت شطر العرب، فوجدتُ بلادهم تغلي وتضطرب، من المصائب والنّوب، وثورات حمّالة الحطب ...
 أشْعل أوارها، ونفخَ سعيرها و وذرى قتامها وغبارها، ورفع شعارها أعراب كانوا ولازالوا   الجَرب والعطب والكُرب ...
هم من أهانوا الإسلام والصّلاة والسّجّادة، وحازوا القيادة بالخنا والخيانة و"لقْوادة"...
 ولاعجب فقد رضعوا حليب العمالة منذ الولادة ، فاستحقوا تاج الغباء والحمق والبلادة ...
آه ...يا شيخ "حمادة" لو عشت هذا الزمن لضاعت منك حكمة المشايخ والسّادة ، ولهجرتَ "مسك الغنائم"- مستغانم - بالولادة .
 هم الأعراب ...عقلهم خفيف، وفكرهم سقيم سخيف، ومكرهم بالليل كما بالنهار مخيف ، وغدرهم يسري في العروق كما يجري الدّم الشفيف في الشّريان الأبهر الرّهيف ...
كم ظلموكَ يا إسلام، حين قنّنوا لشريعة الغاب والقتل والحِمام، وتفنّنوا في وأْد البلابل والحَمام، وأعدموا الزّيتون وأحرقوا معه  غصن السلام ، وسجنوا الليث الضّرغام، وباعوه في عيد النّحر للأزلام ...
هنيئا لك يا" صدّام"، ميتة الشّهداء  الكرام ...
كم ظلموك أيّها الربيع، حين جعلوك سوقا للنّخاسة و البيع، باعوا فيه السّوسن والرّيحان، ورهنوا شقائق النّعمان، وابتاعوا الشّوك والسّدرة والصّبّار، لأنّ ثقافتهم لاتتجاوز رِجل الناقة وحافر  الحمار ...
   خدعوا الدّهماء  بأكذوبة تحرير الإنسان من أخيه الإنسان، وأدخلوا غريب الدّار ، وأهدوه حريمَ السّلطان، ودمّروا الإنسان والبنيان ، وقطعوا رؤوس الشجعان، وأكلوا قلوب الفتيان، لاكوها  بالأنياب والأسنان، فصاروا أضحوكة  هذا الزّمان، في الهمجيّة والطغيان...
 لقد هدّوا الأركان، وفتحوا باب الشيطان، بفتاوى ما أنزل الله تعالى بها من سلطان .
لقد عرفناك أيها الربيع مُزدانا  بالأزهار والنُّوّار، وبشدو الزرزور والهزّار، وبزقزقة الحَسّون وتغريد الأطيار ، وبحُداء  الجوري  في قافلة الأزهار، وبخرير مياه السّواقي والأنهار، وبوشْي الثمار والأزهار ترفل في الحلّة القشيبة والخِمار ، في الليل كما في النّهار ...
أمّا ربيعكم أيّها الفُجّار الأشرار، فقد تسربل بالنّار، وتبرْقش بالحديد والصّديد والدّمار، وتوشّى بالإعصار،حين عزَف "عرّابوه" سمفونية القتل والانكسار ، والغدر والختل والانتحار ، وأخرسوا سمفونية "موزار".
كم ظلموكِ أيتها الحريّة، حين أراق الأعراب باسمك ِالدّماء الزّكيّة، وهتكوا  عِرض كل شريفة تقيّة ...
كم ظلموا حقوق الإنسان، وقد جعلوها الشّعار والعنوان، في ثورات ربيع الشيطان، فقتلوا روح الإنسان، ودمّروا الأوطان، وأشاعوا الخراب والدمار في كلّ مكان ،  بمؤامرة بادية للعيان، لاتخفى حتى على العميان، ذكّرَتْنا بقصة "لورنس العرب "، وما فعله بالأعراب والعرب، الذّين استجاروا بالإنجليز، وطردوا الأتراك وجلبوا  قردة " شيمون بيريز" ...
وليس عجيبا على أتباع العاهر لا الشّريف  ، حين تحالف مع الإنجليز وأعمل السّيف ، وحكَم بالحيْف ،فهدّ الخلافة، وحاز  السّخافة، فمُنح  على خيانته العُصافة ، بعدما باع بغداد والرّصافة ...
و سلْ "فلورنس العرب"، و"سايكس بيكو"   دعك الآن من ميسي  و زيكو..فما أشبه الليلة بالبارحة يا عرب  الجَرب !
لكن ليس فيكم رجل رشيد ،حصيف الفكر سديد، يفقه خبث اليهود،  ومكر أبناء القرود ...
هو التاريخ يعيد نفسه، وهاهو  العربيّ الغبيّ يحفر  رمسه بنفسه، ويُغيِّب بَدْرَه وشمسَه، وينشر بؤسَه، ويندب بعدها حظّه وتعسَه...
 لكن  أعراب العرب، كما خبرتهم يا ولدي هم الجرب ،ومنهم كل العطب، ألِفوا تكرار  الخطأ والزّلل، فهم كالأنعام بل هم أضلّ.
لهم عِرق دسّاس، بعيد عن أرومة المهلهل وجسّاس، عِرقهم في بني قريظة وهاواي، سلْ عن جدّهم الأول "مردخاي" ...! و ستتيه حتما  مع أغاني  " الرّاينا راي"...
لقد نشروا الفتن، وقسموا الأوطان وزرعوا المحن ، وضيعوا بوصلة تحرير الوطن .
مالكم يا أعراب  نكأتم جراح غزة ، فضيّعتم الشّرف والعِزّة ، فولولتُم تبكون الأطلال وتتلهّون  بالتشبيب كما "كُثير عزّة" ...!
ها قد تفتّقت الموزة يا"موزة"، وتهشّمت الكوزة، وتسنّنت الحوْزة، فما لك يا "مُوزة"، تأكلين" الكيوي"  وترمين المَوزة و تتعبّدين في الحوزة، ثم تكفرين بالجوزة والموزة؟
قلت يا صاحبي : دعك من الموز والكيوي ، في زمن العهر، وتكلّس الفكر ..إنّه زمن "بني وي وي" .
             رأس الوادي يوم: 26 ماي 2013م

هناك تعليق واحد:

  1. المقامة اللّورنسيّــــة . بقلم: البشير بوكثير / رأس الوادي (الجزائر)

    مقالات
    المقامة اللّورنسيّــــة .
    بقلم: البشير بوكثير / رأس الوادي (الجزائر).

    وقفة : ما بين الجاسوس الصّهيوني الفرنسي " برنار ليفي "، و الجاسوس البريطاني المتصهين "فلورنس العرب" ضاع الأعراب والعرب.
    إلى أتباع لورنس العرب، وأشياع حمّالة الحطب ...
    ما أشبه الليلة بالبارحة !

    ردحذف