تسلمت حكومة علي لعريض، أول أمس الخميس، بقصر الحكومة التونسية بالقصبة، مهامها من رئيس حكومة تصريف الأعمال حمادي الجبالي وذلك إثر تأديتها اليمين الدستوري أمام الرئيس التونسي منصف المرزوقي.
وأكد رئيس الحكومة التونسية، على العريض، في تصريح صحفي، أنه مدرك تمام الإدراك لواقع ''المعاناة والتهميش'' الذي يعانيه أبناء تونس الأعماق، في عديد الجهات، على غرار محافظات ففصة وسليانة وسيدي بوزيد وغيرها من جهات البلاد، مشيرا إلى أن حكومته تضع في صدارة أولوياتها معالجة مشكلتي التشغيل وغلاء المعيشة، وتحقيق الأمن والاستقرار.
وأضاف العريض أنه تم اتخاذ إجراءات للتصدي للعنف وتهريب الأسلحة ومكافحة الجريمة، قائلا إن ''العمل جار على إعداد خطط ومبادرات جديدة على كل هذه المستويات، من منطلق التصميم على التصدي لكل التجاوزات والجرائم''.
وبخصوص مسألة إقامة حوار وطني، قال العريض إن ''الحوار سينطلق في إطار شمولي بمشاركة الجميع، ودون أجندة بعينها، أو أي استثناءات''، مشددا في هذا الصدد على ضرورة ''تضافر جهود المؤسسات الدستورية للدولة والمنظمات الكبرى لإنجاح هذا الحوار''.
غير أن الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية، حمة الهمامي، أكد، خلال مؤتمر صحفي، تمسّك الجبهة الشعبية وحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد وكذلك الائتلاف المدني والسياسي بضرورة تنظيم مؤتمر وطني للإنقاذ.
وقال حمة الهمامي إنّ الدعوة إلى مؤتمر وطني للإنقاذ تأتي على خلفية التشكيلة الحكومية الجديدة التي اعتبرها نسخة رديئة لحكومة حمادي الجبالي، على حدّ تعبيره.
كما أشار، في السياق ذاته، إلى أنّ تعيين حوالي 1400 موظف تابع لحزب حركة النهضة بالإدارات التونسية، لن يساعد فعليّا على تحييد وزارات السيادة، مضيفا أن برنامج وأسس هذه الحكومة ستزيد من حدة الأزمة.
في المقابل، تتواصل الاحتجاجات الاجتماعية في تونس، حيث نظم أعوان أمن معزولون، أول أمس، وقفة احتجاجية أمام وزارة الداخلية بالشارع الرئيسي الحبيب بورفيبة، بعد 10 أيام من اعتصامهم بمقر النقابة المحاذي لوزارة الإشراف.
وحاول أحد الأعوان المحتجين إحراق نفسه بعد أن سكب مادة قابلة للاشتعال على جسده، لكن بعض الأمنيين الموجودين هناك نجحوا في إثنائه عن ذلك. وطالب هؤلاء الأعوان المعزولون بإرجاعهم إلى عملهم، باعتبار أنهم تعرضوا إلى تهم كيدية أدت إلى عزلهم، على حد تعبيرهم.
من جهة أخرى، تحولت جنازة ''بوعزيزي تونس الجديد'' إلى مظاهرة احتجاجية، حيث نظم عدد من أهالي منطقة سوق الجمعة في محافظة جندوبة، وقفة احتجاجية على خلفية وفاة الشاب عادل الخذري، أصيل المنطقة والذي عمد إلى إحراق نفسه، أول أمس، أمام المسرح البلدي بالعاصمة. وقد أغلقت المدرسة الابتدائية ومركز البريد والمستوصف المحلي أبوابها، تزامنا مع تنظيم جنازة الشاب عادل الخذري. وطالب المحتجون بتوفير مواطن شغل والنهوض بالجهة التي تعاني الفقر والتهميش، حيث رفعوا لافتات كتب عليها ''يا حكومة عار عار.. عادل حرق نفسو بالنار'' و''يا حكومة اعتني بنا وإلا الجزائر أولى بنا''
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق