2013/03/22

فايسبوكيون يتجنــّدون لحماية الأطفال من الاختطاف




تخطّت ظاهرة اختطاف الأطفال كل الحدود في الآونة الأخيرة، وبلغت حد القتل، ما دفع ناشطين على شبكة التواصل الاجتماعي فايسبوك إلى التجند من أجل توعية الأولياء والأطفال من خطر هذه الظاهرة، وفي العثور والبحث على المختطفين في كل ربوع الوطن، عبر نشر صورهم في الصفحات.
 قـصـص الأطـفـال ''هارون'' و''إبراهيم'' و''يـاسـر'' و''شيماء'' وسندس'' و''صهيب'' و''ريان'' لم تمر على مشتركي الفايسبوك دون أن تضع بصمتها، ويلتف حولها الآلاف من الذين لم يبخلوا بتناقل صورهم من أجل البحث عنهم أحياء، قبل أن تنكل بهم أيادي المجرمين. وقام الفايسبوك بدور كبير في ذلك، باعتباره أكبر شبكة للتواصل الاجتماعي في الجزائر من حيث عدد المستخدمين والمتفاعلين معها. وصنعت صور هؤلاء الأبرياء وغيرهم من الأطفال الذين تعرضوا للاختطاف الحدث، على مدار أسابيع وأشهر في الفايسبوك، وبرزت صفحات للتوعية والتحسيس من خطر هذه الظاهرة، حيث أفادت التقارير التي كشفتها مختلف الأجهزة الأمنية بأن عدد الأطفال الذين اختفوا قسرا في سنة 2012 يقدر بـ276  طفل، في حين أن عدد الملفات التي طرحت سنة 2011، والمتعلقة بالاعتداء واختطاف الأطفال القصر بلغ 609 ملف.
وبرزت صفحات منها ''لا لاختطاف الأطفال'' و''معا لحماية الطفولة من الوحوش الآدمية''، والتي تقدم كل صور الأطفال الذين تم اختطافهم، أو اختفوا، من أجل التواصل مع أكبر عدد من المشتركين وتقديم أي معلومات تخصهم، وتسمح بالعثور عليهم. 
ويقول الأستاذ عمر أودينة، من جامعة بسكرة، بأنه كثيرا ما نسمع هذه العبارة تتردد بين الأمهات ''الموت أخف وطأة من الاختطاف''، عندما يتم الحديث عن قصص اختطاف الأطفال والمآسي التي يتعرضون لها، ولهذا ''تخشى الأم على أطفالها عند الخروج بهم إلى الحدائق أو الأماكن العامة، أو عندما تضطر إلى إرسالهم إلى مكان ما، وإن كان قريباً، أن يتعرضوا للاختطاف. وهذه المخاوف لا تقف عند سن معينة، إذ يمكن أن تمتد مخاوف الأم على أبنائها وبناتها حتى في سن المراهقة''.
نصائح هامة
وتقدّم الصفحات المعنية بمكافحة ظاهرة الاختطاف الكثير من النصائح التي تستند إلى المختصين في المجال، حيث يتطلب الأمر وضع بعض القواعد المهمة التي يجب أن تتخذها الأم وتعلمها لطفلها، سواء كان صغيرا أو في سن المراهقة، حتى لا يتعرض لهذه التجربة القاسية.
وفي هذا الشأن، يقول مسير صفحة ''معا لحماية الطفولة من الوحوش الآدمية''، مهدي عزيز، بأنه يجب أن يكون الأطفال الصغار دائماً تحت الإشراف المباشر للوالد أو الوالدة بالنسبة للذين لم يبلغوا بعد مرحلة الدراسة. ولهذا، على الأم أن تعلم ابنها وأن تحرص على أن يحفظ اسمه كاملاً، إضافة إلى اسم الأب وعمله، وإن أمكن ومكان عمله.
أما بالنسبة للأطفال الذين يتراوح سنهم ما بين 6 إلى 10 سنوات، بأن يشجع الطفل على اللعب مع صديق له، خصوصاً إذا كان يريد أن يلعب بعيداً عن أهله، إذ إن المختطفين غالباً ما يختطفون الأطفال الوحيدين. وكرسالة للأم قال: ''شددي على طفلك ألا يترك المكان الذي تركته يلعب به ويتجه إلى آخر قبل أن يخبرك بذلك، وأكدي على طفلك ألا يركب سيارة أشخاص لا يعرفهم، وأن يبقى بعيداً عن السيارات عموماً''.
وعلى الرغم من أن التوعية يجب أن تكون مشتركة بين الأولياء والإخوة والأطفال، للتقليل من خطر الاختطاف الذي صار يهدد الأطفال في كل مكان، بالنظر إلى نشاط عصابات مختصة في الابتزاز وطلب الفدية وتهريب الأطفال والمتاجرة في الأعضاء البشرية، ولكل وسيلته للدفاع عن الطفولة، إلى جانب المجتمع المدني والجمعوي، للتقليل من خطرها على الأقل.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق