2012/10/08

ضغـوط البطالة تحاصر مسؤولي رأس الوادي Pressions chômage entourant les responsables de ras el oued

ضغـوط البطالة تحاصر مسؤولي رأس الوادي

 تحتاج بلدية رأس الوادي وهي ثاني أكبر بلدية  في عـدد السكان بولاية برج بوعريريج ، إلى تفعـيل ورقـتين رابحتين لديها لا زال التفكير في  استغـلالهما في مراحله الأولى ويتعـلق الأمر بإنشاء منطقة صناعية و إنجاز مركب سياحي رياضي وطني بجبل مزيطة على ارتفاع 1200 متر عن سطح البحر في منطقة غابية جبلية بالغـة الجمال.

تعـاني بلدية رأس الوادي التي يقطنها ما يربو عن 60 ألف ساكن من ضغـط يتجاوز ما تعـانيه مناطق أخرى من ظاهرة البطالة المتفشية في أوساط الشباب في ظل شح فرص العـمل المتاحة وغياب تام للإستثمار المنشيء لفرص العـمل.
في ظل هذا الواقع لم يبق أمام الشباب سوى طرق أبواب البلدية رغـم علمهم المسبق بالإجابة التي سيجدونها و التي سئموا من سماعها ـ حسب ما قاله بعـض الشباب الذين وجدناهم في ساحة البلدية ـ
و بالفعـل فإن رئيس البلدية قال بأنه محاصر يوميا بطلبات الشباب العـاطل في وقت لا يوجد لديه ما يمكن أن يقدمه لهم، وحتى الشبكة الإجتماعية أو الإدماج المهني رغـم محدودية الفرص المتاحة بهما فأغلب الشباب يرفض إدراجـه فيهما بسبب ضعـف الأجرة المقدمة . وهي بالفعـل ضعـيفة مثلما يعـترف الجميع، لكن الحصول على شيء حتى وإن كان قليلا أفضل من لا شيء لهذا تجـد أن أكثر من يقنع بهذه الإجراءات المتاحة هم الإناث اللواتي يقبلن ولو على مضض بهذا الوضع مثلما يقول المير الذي أشار إلى أن أكثر ما يطلبه الشباب البطال من البلدية هو الترخيص لهم بإنشاء " براكة " للنشاط التجاري أو الحصول على عمل كحارس لكن بالمقابل ـ مثلما يؤكد نفس المسؤول ـ يتهربون من العـمل في الورشات أو في الفلاحة رغم أن الكثير منهم من أسر تمارس نشاط  تربية الأبقار الذي تتميز به بلدية رأس الوادي.
وحتى المناصب التي تفتحها البلدية سنويا تعـد قليلة فهي في حدود 50 منصبا في جميع المصالح الإدارية أو التقنية أو النظافة رقم لا يمثل شيئا ـ في نظر المسؤولين المحليين ـ أمام كثرة الطلبات.
       يرى المسؤولون المحليون برأس الوادي أن أهم الأفكار المتداولة بينهم لإيجاد حل فعـال لمشكلة البطالة ببلديتهم و كذلك لصالح البلديات المجاورة يكمن في تنشيط  حركة الإستثمار بإنشاء منطقة صناعية و محيط توسع سياحي.
وبالنسبة للمنطقة الصناعية يقول رئيس البلدية أن كل ما حصلوا عليه حتى الآن  مجرد وعـود فقط لكنه يرى أن فرص تحقيق هذا المسعى كبيرة نظرا لضرورته و كذلك  لوجود الفضاء الملائم لاستقبال هذه المنطقة. وقبل هذا ـ يؤكد ذات المسؤول ـ  فإن المهم الآن هو أن نحرص على الإسراع في تهيئة منطقة النشاط التي تم اختيار أرضيتها في غرب المدينة وهي منطقة واسعـة تتربع على مساحة حوالي 25 هكتارا.
أما بالنسبة للمنطقة السياحية فإن الدراسة الخاصة بها ـ حسب المير ـ ستنطلق خلال أيام قليلة حيث يتم الآن تحضير دفتر شروط ، وستتكفل بها مديرية السياحة و ستبين الدراسة ما هي المرافق و الهياكل التي يمكن إنشاؤها بهذه المنطقة  والإقتراحات المقدمة تتعـلق بإنشاء منطقة سياحية رياضية بالدرجة الأولى تكون ذات بعـد وطني نظرا لافتقار الجزائر لمثل هذه المنشآت.
و الحقيقة أن كل من يزور غابة واد التوت المرشحة لهذا الدور سينبهر بجمال طبيعـتها الجبلية الغـابية و منابعـها المائية وهي كتلة جبلية تعـرف بجبل مزيطة لا تنتهي بقمم جبلية على غرار باقي الجبال و إنما عندما ترتقي إلى القمة تصادفك سهول واسعـة... هناك يمكن أن تنجز مركبات رياضية كثيرة و ليس واحـدا فقط على ارتفاع 1200 متر عن سطح البحر. وهي ميزة فريدة لا تضاهيها  فضاءات كثيرة  في شساعة مساحتها  وصلابة أرضها ، كما أن تعـميرها لا يضر  بالفلاحة لأنها حتى تكون ذات طابع  فلاحي تحتاج إلى استصلاح ثقيل مكلف.
و الملائم أكثر في تعـمير هذه المنطقة أنها مجهزة بطريق معـبدة سيتم تجـديدها خلال هذه السنة حسبما أخبرنا رئيس البلدية، كما أن شبكة الغـاز الطبيعي قريبة جدا ويمكن تمديدها إلى هذه المنطقة بسهولة أما الكهرباء فهي موجودة بكامل تراب البلدية.
 حوض حليب بدون وحدات صناعية
الميزة الأساسية في النشاط الفلاحي ببلدية رأس الوادي هي غزارة إنتاجها من الحليب الذي سجل في الأشهر الثلاثة الأخيرة فقط مليون و 533 ألف لتر و بلغ عـدد الأبقار المنتجة للحليب 1800 بقرة و بهذا فالبلدية تتربع على طليعة بلديات الولاية في هذا النشاط و مع هذا يذهب إنتاجها إلى ملبنات بولايات أخرى من أجل تحويله. في حين أن وجود ملبنة أوملبنات برأس الوادي يفتح مجالا لا بأس به لتوفير مناصب شغـل مباشرة وغير مباشرة.
وكان من الطبيعي أن نسأل رئيس البلدية عن سبب عـدم ظهور ملبنة على الأقل برأس الوادي رغـم أنها بلدية منتجة بغـزارة للحليب فأجاب أن السبب يعـود لعـد تقدم أي مستثمر للقيام بهذا النشاط. وأكد أن أي مستثمر يتقدم بطلب لإنجاز ملبنة أو غيرها من المشاريع سيجد بالغ الترحيب و التسهيلات الضرورية من طرف كل المسؤولين.
1000 مسكن اجتماعي ستكون جاهزة قبل نهاية السنة
ذكر رئيس بلدية رأس الوادي أن أزمة السكن ستشهد انفراجا نسبيا بالبلدية قبل نهاية السنة الجارية  بفعـل توزيع  المنتظر لحوالي ألف مسكن اجتماعي سيتم إكمال إنجازها قبل نهاية السنة، مما من شأنه أن يخفف من أزمة السكن خاصة للحالات المستعـجلة التي يوجـد الكثير منها من بين 5000 طلب على السكن. و أشار ذات المسؤول إلى أن السكن الريفي يساهم هو الآخر في تخفيف أزمة السكن حيث يوجـد 130 سكن في طور الإنجاز و 70 أخرى في الدراسة ستوزع قريبا، كما توجـد وعود لصالح البلدية بالإستفادة ببرنامج معـتبر من السكن الريفي الذي تبقى الطلبات عليه متراكمة ، حوالي 1400 طلب في الإنتظار.
 من أهم المشاريع التي ستخلص السكان من مشكلة الروائح الكريهة و الحشرات الضارة هو مشروع إكمال تغـطية واد بوجرة الذي يقطع مدينة رأس الوادي حيث تم تخصيص غلاف مالي بـ 35 مليار سنتيم لتغـطية الجزء المتبقي ، وهو مشروع قطاعي دراسته جارية في الوقت الراهن.
وفي مجال البيئة استفادت رأس الوادي من مشروع مركز للردم التقني مسجل مع مديرية البيئة ينتظر أن تنطلق أشغـاله مع بداية السنة القادمة وسيخصص لإفراغ قمامات أربع بلديات هي رأس الوادي ، تكستار ، أولاد ابراهيم ، و عين تسرة وسينجز بمنطقة الرمايل على بعـد 5 كلم من رأس الواد.
                               
    م / ب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق